Translate

الأربعاء، 19 مارس 2014

التحرش..أسلوب حياة

- عن ظاهرة بقت واقع .. عن ظاهرة بقت احد مكونات مجتمعنا المصون -اللي متدين بطبعه- كان التالي :

لما بتسمع كلمة "تحرش" بتورد في دماغك فكرة ان كان في بنت مزة فشخ ماشية في الشارع طلع عليها  شوية عيال محاريم و قعدوا يلمسوا أجزاء في جسمها . بس في الحقيقة احنا كمصريين و لأننا فشخنا العالم انبهار بكل ما تحمله الكلمة من معنى قدرنا نطور مفهوم التحرش و نحوله من جريمة نابعة من دافع جنسي لـ أسلوب حياة .

- عند سماعك لأي واقعة تحرش بتظهر 3 وجهات نظر :
الأولى: ذكورية بحتة دايما بترمي اللوم على لبس المرأة و ان ايه اللي وداها هناك و وجهة النظر دي في الغالب بتبقى طالعة من الأشخاص اللي في الأساس " فلول" ... خلط المجتمع بالسياسة.
التانية: انسانية بحتة دايما شايفة ان من حق اي حد يلبس اللي هو عايزه و ان ده عمره ما كان مبرر لأنك تروح تعتدي عليه و وجهة النظر دي في الغالب بتبقى طالعة من الأشخاص اللي ميولهم و أفكارهم تحررية أو ثورية على قناعات مجتمع عنصري بيميل دايما لصف القوي .
التالتة: هي اللي شايفة الطرفين غلط ( الجاني و المجني عليه) اللي هي بتبقى طالعة من الطرف اللي بيحاول دايما يظهر حكيم او حيادي او بيميل دايما لمسك العصاية من النص .. رصين يعني و في الغالب بيبقوا مع...رصين.

بس لو حبينا نبص ع التحرش بنظرة متعمقة شوية هنلاقي انه أسلوب حياة المجتمع المصري اللي دايما بيعاني من كبت و يمارَس معاه كل أشكال القمع في شتى جوانب الحياة .. وبالتالي بينتج جوا المتحرش قناعة بـ إنه ضعيف و إنه بحاجة لفرد عضلاته على كائن أضعف منه من باب تعويض نقص داخلي عنده .
أمثلة للتوضيح :
* تحرش أمين شرطة معفن بواحد ماشي في الشارع في حاله لأنه بيمتلك سلطة انه ممكن يحبسه او يلفق له تهمة أو ع الأقل يكدره شوية.
* تحرش دكتور جامعة بطالب او طالبة لأسباب ملهاش علاقة بالدراسة تماما لأنه يملك القدرة انه ممكن يسقطه.
* تحرش موظف حكومة بواحد داخل يقضي مصلحته لأنه يملك القدرة انه ميقضيلوش المصلحة دي.
* تحرش طفل مسلم بزميله المسيحي في المدرسة لأنه عارف ان هو الأغلبية و انه الأقوى.
*تحرش ذكر بـ أنثى لأنه عارف انه أقوى منها و يقدر يشتمها ويضربها و هي متقدرش ترد عليه.
* تحرش سلطة نظامية مسلحة بمتظاهريين سلميين لقناعتهم بأن من يملك السلاح هو الأقوى.

- كل دي أمثلة و غيرها كتير بتثبت ان التحرش عمره ما كان جريمة جنسية و لكنه جريمة نابعة من دافع النقص و الضعف و الحرمان و الرغبة في فرض القوة على الأضعف أيا كانت مظاهر القوة و أيا كانت مظاهر الضعف، و طبعا ده بيظهر في المجتمعات اللي بتغيب فيها العدالة و بتكون القوة هي عنصر أساسي في التعامل مع الأخر. و يارب الناس تفهم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق